عهدنا في بداية العلاقات الليبية-اليونانية، وزيارة وزير الخارجية اليوناني إلى طرابلس، الثلاثاء، عبارة عن مزيج مشوق من الديبلوماسية والتوترات والمشاحنات. الوزير جورج جيرابتريتيس ختم جولته بلقاءات مع أعضاء حكومة الوحدة الوطنية، برئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ووزير الخارجية الطاهر الباعور ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي. واللقاءات كانت مليئة بالإيجابية والتفاؤل رغم التوترات الحدودية بين البلدين.

والحكومة في طرابلس طلعت بمبادرات لتهدئة الأوضاع، بينما اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الشرق واقف على تصريحات تصعيدية. الوضع عبارة عن صراع إقليمي معقد، بين المصالح الاقتصادية والجيوسياسية. الزيارة جلّت الانقسام الليبي في مواجهة الأزمة الحدودية مع اليونان. والمفارقة إنه قد يكون في حاجة الاتحاد الأوروبي لشركاء جدد في البحث عن مصادر طاقة، بسبب الأزمة مع روسيا. الوضع معقد ومشوق ومليء بالتناقضات والتحديات.

التعامل مع الخلافات الحدودية بين ليبيا واليونان يشوبه تعقيد قانوني كبير، حيث لم تحدد حدود البحر بين الدول بدقة منذ 2006. التدخل التركي قلب المعادلة القانونية إلى صراع جيوسياسي، ووضع القضية في إطار أوسع. الحلول المتاحة تبدو معقدة ومحفوفة بالمخاطر، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدا وتوترا. السيناريوهات المستقبلية غير واضحة ومفتوحة على تطورات غير متوقعة.