بدأت أيامًا هزت محافظة السويداء وباقي أنحاء سوريا في الوقت بنفسه، وكان لها تأثيرات محلية وإقليمية ودولية. وأصبح من الواضح أن الوضع العام في سوريا قبل هذه الأحداث ليس كما بعدها. فقد أثارت قضية توحيد الجغرافيا السورية، وتعزيز سلطة الدولة على محافظة تاريخية مهمة مثل السويداء.

في سياق سياسي غامض، جرت العملية العسكرية في وقت تجري فيه مفاوضات بين السلطات السورية وإسرائيل، وتصريحات أميركية متكررة عن تطبيع العلاقات. وتم وضع صيغة للعلاقات بين سوريا ولبنان، دون بيان رسمي من الأطراف المعنية، مما أدى إلى تداول تسريبات حول المفاوضات الجارية.

بينما تصورت بعض التصريحات الأميركية التقدم السريع في المفاوضات، وتوقعات بتوقيع اتفاق سلام بين الطرفين، وانضمام سوريا إلى “اتفاقات أبراهام”. ورغم التفاؤل، تراجعت الاعتداءات الإسرائيلية داخل سوريا، مما أدى إلى توقف بعض التقديرات حول مساهمة المفاوضات في هذا التحسن.

وسط هذا الجو المليء بالمتغيرات، تراجعت الاعتداءات الإسرائيلية داخل سوريا، وتم ربط ذلك بالتقدم في المفاوضات. وتم تفسير تدخل إسرائيل القوي منذ 16 يوليو بسبب تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي وضغوط الدروز في إسرائيل. الخطأ الأول للدولة السورية كان الدخول في العملية بدون حساب دقيق للخطوات السياسية والعسكرية. الخطأ الثاني كان في توقيت العملية وعدم قدرة الإدارة على تقدير الموقف بدقة.

درس هام من هذه الأحداث هو ضرورة للدولة السورية مراجعة سريعة لكل خطواتها والتركيز على الداخل. وعدم الاعتماد الكبير على الوعود الخارجية. الأحداث الأخيرة جعلت من السويداء ورقة قوية بيد إسرائيل في المفاوضات القادمة بخصوص الأراضي السورية المحتلة، وأدت إلى تهجير العشائر العربية وصعوبة التعامل مع “قسد”.