انطلقت الولايات المتحدة على مسار بحثها عن العولمة والتعاون ووضع نظام دولي فيه قيم نادى بها رؤساء جمهوريون ناجحون، مثل رونالد ريغان الذي كان يدعو للانفتاح والتعاون والتبادل التجاري المفتوح. ولكن هل كانت إدارة ترامب الحالية تتبع ذلك النهج؟ يبدو أن الرئيس الحالي يختلف كثيرًا عن سلفه، إذ يسعى إلى تحقيق أهدافه من خلال سياسات تتسم بالانغلاق والتشدد، مما يهدف إلى الحفاظ على مكانة الولايات المتحدة كدولة قوية في العالم.

هل ستقبل الولايات المتحدة بأن تنهار دون أن تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على مكانتها العالمية؟ ربما هذا السؤال يثير الكثير من التساؤلات، خاصة عندما ننظر إلى التطورات الراهنة في العالم، والتي تظهر تصاعد الصراعات والخلافات بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم. هل سيؤدي هذا السلوك العدواني إلى حرب عالمية كبرى تهدد الاستقرار العالمي؟

رغم كل التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، إلا أنها تسعى جاهدة للحفاظ على مكانتها كإمبراطورية عالمية. ولكن هل ستستمر هذه الإمبراطورية في الوقوف بقوتها الحالية، أم أنها ستشهد تراجعًا تدريجيًا مع مرور الوقت؟ يبدو أن هناك علامات تدل على بداية تلاشي القوة العظمى للولايات المتحدة، وهو ما يتطلب دراسة مستفيضة للأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى هذا التراجع.