متحاربين مع جروحهم ومعوقي الانفجار في مرفأ بيروت، يناضلون من أجل البقاء بعد فقدانهم للمعنى الحياة. يجبرون على تحمل الأوجاع وتكاليف العلاج المرتفعة في غياب تغطية صحية شاملة، واستمرار عذابات أسرهم. وبينما يمر الانفجار بمرفأ بيروت بالخامسة من عمره، يظل الجرحى وعائلاتهم يعانون تحت آلام وجراح لم تعرف طريقها نحو الشفاء، ولم تنتهي معاناتهم بعد. لم يشهد الانفجار الذي أسفر عن ما يقرب من 243 قتيلاً ونحو 7 آلاف جريح، بما في ذلك ألف شخص تقريباً تعرضوا لإعاقات مؤقتة أو دائمة، أي محاكمة عادلة تنصف أهالي الضحايا والجرحى والمصابين.

المعاناة والتكاليف مستمرة وسط غياب الدعم الرسمي، بحسب ما يرويه نجوى الحايك والدة لارا، التي ترقد في غيبوبة منذ الانفجار في مستشفى مركز بحنّس الطبي. تعكس حايك حجم المعاناة والتكاليف التي تكبدتها، بينما تشكو من غياب الدعم الرسمي باستثناء الشهرين الأولى من الانفجار. وبالرغم من الإعلان الأخير لوزارة الصحة بتغطية علاج جرحى الانفجار بنسبة 100%، تظل المعاناة مستمرة.

توقيت الانفجار غيّر حياة ميرنا حبّوش وأفقدها عينها اليمنى. ترفض ميرنا تسمية الانفجار بل تصفه بالتفجير الذي أدى لخسارة عينها وإصابة يدها وزجاج في يده وكسور في إصبعين. تتحدث ميرنا عن تجربتها مع العلاج والتكاليف التي تحملتها، مشيرة إلى أنها لم تتلقى الدعم المناسب من الوزارة الصحة، وتعبر عن استيائها من عدم تغطية تكاليف العلاج. تستذكر حبّوش تجربتها مع أول عملية جراحية والصعوبات التي واجهتها.

عمر عصام عطا تغير تماما بعد الانفجار، حيث أصيبت ساقه بتلف شديد بالأعصاب وفقد منزله ومطعمه. يروي عطا تجربته مع العلاج والصعوبات التي واجهها. يعبر عن رغبته في البقاء في لبنان والمطالبة بالعدالة وحقوقه المهدورة. شقيقته هيلين تتحدث عن فقدان شقيقهما التوأم عبدو وتشارك في معاناتها مع انعزال عصام. تعبر هيلين عن العواطف والتحديات التي تواجهها وتتحدث عن رغبتها في العدالة والحقوق المهدورة.