في يوم من أيام، في قلب البيت الأبيض، تم توقيع معاهدة سلام بين أذربيجان وأرمينيا، وهذا كان في 24 أكتوبر 2024. الحدث كان كبير وضخم، وشهد حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان. تبين أن هناك رابحين وخاسرون في هذه المعاهدة، حيث اعتبرت الولايات المتحدة وتركيا وأذربيجان من الرابحين، بينما وضعت روسيا وإيران وأرمينيا في قائمة الخاسرين.
بدأت المشكلات تظهر عندما اختارت واشنطن للتوقيع، وليس موسكو، وهذا يعني أن هيمنة روسيا في المنطقة بدأت تتراجع. أما إيران، فواجهت تحديات كبيرة بسبب إنشاء “ممر زنغزور”، الذي أصبح مصدر قلق كبير لها. بالإضافة إلى ذلك، ستمنح أرمينيا الولايات المتحدة حق إنشاء ممر ترانزيت استراتيجي، مما يقلص دور إيران كمعبر ترانزيت، ويفتح الباب أمام تركيا لزيادة نفوذها في المنطقة. إيران تجد نفسها محاصرة بين الخسارة الاقتصادية وتقليل نفوذها الجيوسياسي.
بالنهاية، تبدو إيران في موقف صعب، ويتساءل الجميع عن كيف ستتصرف في ظل هذه التحولات الكبيرة في جنوب القوقاز. ربما تكون هذه بداية لمشاكل كبيرة بالنسبة لها، ولكن من الصعب التنبؤ بما ستكون عليه الأمور في المستقبل.