بايلتسم الأمين العام للأمم المتحدة فوق أنقاض مستودع المساعدات في شمال قطاع غزة، وذلك في 10 مايو 2025، ومن المثير للدهشة أنه أدلى بتصريحات تدعو إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة بعد تحقيق رقم قياسي جديد في وفيات العاملين الإنسانيين في العام السابق. وعلى حد قول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن “الرقم القياسي الجديد المروع الذي بلغ 383 عامل إغاثة قتلوا في عام 2024 يجب أن يكون جرس إنذار لحماية جميع المدنيين في النزاعات والأزمات، ولإنهاء الإفلات من العقاب”. وللإضافة إلى ذلك، فإن عدد وفيات عمال الإغاثة قد ارتفع بنسبة 31% مقارنة بالعام الذي سبقه، ويرجع ذلك أساساً إلى الحرب المستمرة في غزة التي شهدت مقتل 181 عاملاً إنسانياً، بالإضافة إلى 60 في السودان.

هجمات على عمال الإغاثة تتصاعد
وفقاً للتقرير الصادر عن “أوتشا”، فقد تعرض 308 عامل في المجال الإنساني للإصابة، وتم اختطاف 125 منهم، بالإضافة إلى اعتقال 45 آخرين خلال عام 2024. وأكد المكتب على أن الهجمات على عمال الإغاثة وممتلكاتهم وعملياتهم تنتهك القانون الدولي الإنساني، وتضر بالشرايين التي تعين ملايين الأشخاص المحاصرين في مناطق النزاعات والكوارث. وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرار رقم 2730 في مايو 2024، الذي يؤكد التزام الأطراف في النزاع والدول الأعضاء بحماية عمال الإغاثة، ويدعو إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات. ومع ذلك، أضاف مكتب “أوتشا” أن “غياب المساءلة لا زال مستشرياً”.

الدعوة للعمل من أجل الإنسانية
اليوم العالمي للعمل الإنساني يأتي في ذكرى الهجوم على فندق القناة في بغداد عام 2003، الذي أسفر عن مقتل 22 عاملاً إنسانياً، بما في ذلك الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق. ومنذ ذلك الحين، يتم التركيز على ضرورة ضمان سلامة وأمان العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم. وفي ختام رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريس على أهمية احترام العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم، مشدداً على ضرورة وقف الهجمات التي تهدد حياة الملايين من الأشخاص المحاصرين في النزاعات والكوارث.