بصراحة، ما بفهم كتير شو بدّو يفكّر فيه بوتين. طبعاً منذ لما بلشت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، صار هالسؤال الكبير: بوتين شو بدّه يعمل؟ بالضبط شو اللي بدّو يطلع من دماغ هالرجل؟ وكيف بيفكّر هالشخص اللي دخل بلاده بصراع مفتوح مع الغرب؟ ما بينقدر تفهم دوافعه إذا بس قرأت عنه سياسياً، لازم تنزل بعمق بخلفيته الفلسفية والفكرية اللي بتشكّل رؤيته للعالم ولحاله كحاكم.

صراحة هالكتاب “داخل عقل فلاديمير بوتين” للكاتب ميشيل إلتشانينوف مهم جداً. فيه مفاتيح لفهم الأسس الفلسفية اللي بتعتمد عليها بوتين في صياغة سياسته الداخلية والخارجية. مبنية على أربع ركائز: السلافوفيليا، والأوراسية، وفلسفة إيفان إيليين، ودور الكنيسة الأرثوذكسية. بصير فيه صورة مركبة لبوتين، مش بس سياسي براغماتي بس، بل “حاكم-فيلسوف” اللي بشوف حاله حارس للهوية الروسية ورسول لرسالة حضارية وروحية. بصير فهم للحرب الروسية الأوكرانية أكتر تعقيداً، مش بس صراع جيوسياسي، بل صراع أعمق حول الهوية والمصير ورسالة روسيا في العالم.

وفي الطبعة التانية من الكتاب، إلتشانينوف بيكشف عن جذور أفكار الرئيس الروسي اللي بترجع لتقاليد الفلاسفة الروس والأيديولوجيين القوميين. بتأثر بشكل كبير بفكر السلافوفيليا والأوراسية وإيليين، وبتعتمد على الكنيسة الأرثوذكسية لتعزيز الوطنية الروسية. بوتين بيعتمد على هالأفكار لترسيخ سلطته السياسية، وبيبرر سياسته المحافظة بأنها دفاع عن القيم الروحية الروسية. وفي الوقت نفسه، إلتشانينوف بيقدم نقد لاستخدام الفلسفة كأداة لدعم سلطة سياسية استبدادية. بيسأل عن مدى التزام بوتين الحقيقي بالقيم الروحية اللي بدّه يدافع عنها.