في وقفة حداد على أرواح صحافيي غزة في جوهانسبرغ، 14 أغسطس 2025 (أليت بريتوريوس/ Getty)في ظلّ حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة، تواصل سلطات الاحتلال سياسة التعتيم الإعلامي عبر منع دخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع. وفي المقابل، تلجأ إلى أدوات دعائية تقوم على استقدام وفود صحافية أجنبية في رحلات مدفوعة، بهدف التأثير في الرأي العام الخارجي وترويج روايتها، متجاهلة جرائم القتل الجماعي والتجويع والتهجير القسري.
ووقّعت 27 دولة على بيانٍ مشترك يطالب إسرائيل بإنهاء الحظر المفروض على دخول الصحافة الأجنبية إلى قطاع غزة بعد أكثر من 22 شهراً على بداية حرب الإبادة، وبضمان حماية الصحافيين الفلسطينيين داخل القطاع المحاصر. وصدر البيان عن التحالف من أجل حرية الإعلام، وهو مجموعة دولية للدفاع عن حرية الصحافة، ومن أبرز الدول التي وقعت عليه: بريطانيا وألمانيا وأستراليا وأوكرانيا.
وبحسب لجنة حماية الصحافيين، قتلت إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما لا يقلّ عن 192 صحافياً وعاملاً في الإعلام في غزة والضفة الغربية ولبنان، كما تحقّق في 130 حالة أخرى. فيما تفيد أرقام مكتب الإعلام الحكومي في غزة بأن عدد الشهداء الصحافيين في القطاع وحده وصل إلى 239.
جنوب أفريقيا: رحلات مدفوعة واحتجاجات مضادة
لم تقتصر هذه السياسة على الهند، بل حاولت إسرائيل أيضاً اختراق الدعم الشعبي والسياسي الواسع الذي تحظى به فلسطين في جنوب أفريقيا، البلد الذي يقود الدعوى ضدها أمام محكمة الجنايات الدولية. وكشفت أبحاث أجراها ناشطون في المجتمع المدني عن أن ثلاث صحف جنوب أفريقية، هي “صنداي تايمز”، و”ذا سيتيزن”، و”بيزنيوز”، أخفت تمويل اللوبي الإسرائيلي، ممثلاً في مجلس النواب اليهودي في جنوب أفريقيا، لرحلة صحافييها إلى إسرائيل. عدم الإفصاح هذا اعتُبر خرقاً لميثاق أخلاقيات وسلوك مجلس الصحافة لوسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية في البلاد.