صراع إسرائيلي-فلسطيني: محاولات مشوّقة للفرقة والتفتيت

في خطوة تكشف عن استمرار النهج الاستعماري الإسرائيلي، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير تفيد بأنّ رئيس حكومة الاحتلال يدرس خطة لتغيير قيادة السلطة الفلسطينية في الخليل. تهدف هذه الخطة إلى عزل المدينة عن باقي المناطق في الضفة الغربية، وإعادة صياغة المشهد السياسي والاجتماعي فيها.

الإدارة المدنية الإسرائيلية تسعى لتجاوز التمثيل الوطني الفلسطيني واستبداله بأطر محلية يمكن التحكم فيها بسهولة. الخليل، بأهميتها السكانية والاقتصادية والرمزية، كانت هدفًا استراتيجيًّا للإحتلال. عبر إحياء البنية العشائرية، يسعى الإحتلال لإضعاف السلطة وتحويل الصراع إلى نزاع اجتماعي داخلي.

من منظور فلسطيني، تتجاوز خطّة نتنياهو مجرّد السيطرة الأمنية لتصل إلى محاولة إعادة تشكيل الوعي المجتمعي. الإحتلال يعتقد أن العشائر يمكن أن تكون بديلًا عن الشرعية الوطنية الفلسطينية، وأن التعامل مع وجهاء وشيوخ عشائر تقليديين سيكون أسهل من التعامل مع قوى سياسية.

الخليل، برمزيتها وأهميتها، ليست مجرد مدينة بل هي تجسيد لعمق الهوية الفلسطينية. أي محاولة لتفكيكها أو فصلها عن الضفة الغربية ستؤدي إلى مزيد من المقاومة وتعميق الشرخ بين الاحتلال والمجتمع الفلسطيني.

في مواجهة هذه المخططات، يجب تبني موقف شعبي موحّد يؤكد على وحدة المشروع الوطني الفلسطيني ويعيد الاعتبار للإرادة الوطنية الجامعة. تبقى المقاومة والصمود أدوات حيوية للمجتمع الفلسطيني في مواجهة محاولات التفتيت والفرقة.