تعود الحياة التجارية في قطاع غزة للتنفس من جديد مع السماح بدخول كميات محدودة من الشاحنات التجارية، بعد أكثر من خمسة أشهر من الإغلاق الكامل للأسواق نتيجة نفاد البضائع، ومنع إدخالها عبر المعابر المغلقة من الاحتلال الإسرائيلي. هذه العودة المنتظرة تبدو منقوصة في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وغياب السيولة النقدية، واستمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة تفوق الضعفين أو أكثر مما كانت عليه قبل بدء العدوان في أكتوبر 2023.
في الأسواق، يعيش التجار فترة من الانتعاش الشكلي بفتح محالهم بعد خسائر طويلة، وعودة البضائع إلى الرفوف ولكن بكميات محدودة. لكن المتسوقين يمرون بصعوبة، يتسائلون عن الأسعار دون شراء سوى الضروريات. ورغم فرحة الغزيين بالحركة العودة، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة تجعل هذا الانتعاش مجرد “انتعاش شكلي” دون حل جذري للأزمة.
الخبراء يرون أن تدفق البضائع بأسعار معقولة وخلق فرص عمل ضروريان لتحسين الوضع الاقتصادي. بينما يطالبون المؤسسات الدولية بالضغط من أجل تحسين الأوضاع. يبقى القطاع بحاجة إلى أكثر من 600 شاحنة يومياً لتغطية احتياجاته، ولكن إدخال نحو 70 شاحنة فقط يبقي السوق في حالة عجز مستمرة. الأوضاع الصعبة تجعل الأسواق مجرد واجهة نشاط محدود، وتهدد بتدهور اقتصادي إضافي إذا لم يتم التدخل بسرعة.



















