في قمة نجاحهم، يبدو أن أبطال الشركات في الدنمارك لا يمكن المساس بهم. بدأت شركة “نوفو نورديسك A/S”، المعروفة بصناعة الأنسولين، في التراجع بعد فقدان صدارتها في سوق السمنة الأميركية لصالح منافستها “إيلي ليلي”. ومن ناحية أخرى، شهدت شركة “أوستد A/S” تدهوراً في أدائها مما أدى إلى إلغاء مشروعات بمليارات الدولارات وتكبد خسائر كبيرة. وبسبب هذه التحولات السلبية، بدأت الاضطرابات تمتد إلى الاقتصاد المحلي وتهدد الاستثمارات والثقة في السوق.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية
ارتدادات الشركتين لم تقتصر على المستثمرين والمديرين التنفيذيين، بل هزت الحكومة وصناديق التقاعد وأسر الدنمارك. وقد أثرت الاضطرابات على الاقتصاد المحلي وتدهورت ثقة المستهلك وزادت مخاوف من تراجع الإنفاق وتباطؤ النمو. وقد حذر اقتصاديون من احتمالية مواجهة الدنمارك لمخاطر مماثلة لتلك التي تعرضت لها نوكيا في فنلندا.
قوة الشركات العملاقة في الاقتصاد الدنماركي
تعكس هيمنة شركات مثل “نوفو” و”أوستد” دور الدنمارك كحاضنة للشركات العالمية. وقد ارتفعت النسبة المئوية لإيرادات أكبر 10 شركات في الدنمارك إلى حوالي 45% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد جعل ذلك الدنمارك من أغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
اعتماد مفرط على “نوفو”
أصبح ارتباط الاقتصاد بشركة “نوفو” واضحًا، حيث شكلت الشركة 15% من إيرادات الضرائب في البلاد. وبفضل نجاح عقاراتها، زاد نمو الناتج المحلي الإجمالي فوق نظرائه الأوروبيين. وتأثرت سياسة الحكومة بتدفق الأموال من “نوفو”، مما أدى إلى تقديم إعفاءات ضريبية وزيادة الإنفاق على الرفاهية.
تحولات في “نوفو” و”أوستد”
رغم التحديات التي تواجههما، فإن “نوفو” و”أوستد” لا تزالان تتوسعان. لكنهما يواجهان تراجعًا في قيمة أسهمهما وتحولات في أدائهما. ورغم توسع “نوفو”، فإنها فقدت قيمتها السوقية بنسبة 60% خلال عام، مما دفع إلى تغييرات في الإدارة. أما “أوستد”، فتعرضت لصعوبات في السوق الأميركية مما أثر سلبًا على صورة الدنمارك كقائدة عالمية في الطاقة الخضراء.