بصراحة، قبل عام، كان في لبنان حادث مرعب صارخ في الساعة الثالثة والنصف عصراً، يوم 17 سبتمبر/ أيلول 2024. الموضوع؟ فيديوهات تظهر أناس ينهالون أرضاً فجأة في البيوت والشوارع في مناطق مختلفة من لبنان. اللي صار؟ خسروا أصابعهم، أو فقؤوا عيونهم، أو انجرحوا بشكل خطير في الجزء العلوي من أجسادهم. ماكنا متأكدين من وين جايين الفيديوهات، لكن بعدين عرفنا انهم نتيجة انفجارات “البيجر” (جهاز اتصال لاسلكي) في جيوب او ايدي الناس، صاروا بنفس الوقت، في اماكن متفرقة مثل المحلات والشوارع والمنازل. استوعبنا بسرعة انه الإسرائيليين اللي ورا هالتفجيرات، وبالاضافة للبنان، كانت في سوريا كمان. الهدف؟ يضربون علاقات حزب الله في المؤسسات المختلفة، وخلال فترة قصيرة، بدأت الحرب اللي استمرت لـ27 نوفمبر الماضي.
في نفس اليوم، كان في مستشفيات لبنان ازدحام بالمصابين بتفجيرات “البيجر” من نوع AR – 924. اللبنانيين مازالوا صدمانين من اللي صار وبيعيشون برعب. باليوم اللي جا، صارت تفجيرات ثانية. استهدفوا اجهزة “ووكي توكي” لحزب الله. حسب بيانات وزارة الصحة، في 17 سبتمبر 2024، استشهد 18 شخصاً وجرح 2036، وباليوم التالي، استشهد 27 وجرح 910. الضحايا كانوا اكثر في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. استشهدوا على اليدين والخاصرة والعين.
قالوا انه العملية كانت انتهاك للقانون الدولي الإنساني، بس ما صار في عقاب. معظم التفجيرات كانت في الجنوب والضاحية. استشهد على الأقل 35 شخصاً وجرح اكثر من 3 آلاف في العمليتين. اعتبروها جريمة حرب. مازلوا يتحققون من الأمور، بس الهدف اللي فهموه انه العدو كان بده حرب تنتهي قبل ما تبدأ، واتخذوا قرار إجرامي.
بصراحة، اللي صار كان صدمة كبيرة لحزب الله وعلى المستوى التنظيمي، كان له انعكاسات كبيرة. استهدفوا كادرات كتير مش بس بالمجال العسكري. عملية كهذه ممكن تفتح المجال لأشياء كتير، واحتمال يحصل شي مش متوقع لاحقًا. التحقيقات مستمرة، ومازالوا ما نشروا نتائجها. يبدو انه المستقبل ماشي بيكون هادي.