زيارة ترامب إلى لندن: صفقات ضخمة بقيمة مليارات الدولارات

في زيارة توصف بأنها الأهم منذ سنوات للعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لندن، أمس الثلاثاء، حاملاً حقيبة صفقات واستثمارات يتجاوز حجمها عشرة مليارات دولار، تشمل استثمارات ضخمة في مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، والطاقة النووية المدنية، إلى جانب تعهدات مالية من كبريات المؤسسات الأميركية. وتتزامن الزيارة، التي تستمر ثلاثة أيام، مع تحولات اقتصادية وسياسية كبرى على جانبي الأطلسي، ومع رغبة حكومة كير ستارمر في جذب استثمارات جديدة تحفز النمو المتباطئ، وتخلق فرص عمل نوعية.

تعاون نووي
أعلنت شركة غوغل عن استثمار بقيمة خمسة مليارات جنيه إسترليني (نحو 6.8 مليارات دولار) في بناء مركز بيانات جديد قرب لندن لدعم خدماتها السحابية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مع تقنيات تبريد هوائي وإعادة تدوير الحرارة لصالح المجتمع المحلي. وأكدت الشركة أن عملياتها في المملكة المتحدة ستعمل بنحو 95% طاقة خالية من الكربون بحلول 2026، وأن المشروع سيوفر نحو 8250 فرصة عمل سنوياً، عبر سلاسل التوريد المحلية، في خطوة اعتبرتها وزيرة الخزانة البريطانية، رايتشل ريفز، تصويت ثقة قوي في اقتصاد بريطانيا وشراكتها مع الولايات المتحدة. وكشفت تقارير أن شركة بلاك روك الأميركية تخطط لضخ نحو 700 مليون دولار في مراكز بيانات بريطانية، ضمن سلسلة من الاتفاقيات التي ستعلن خلال الزيارة.

تحديات اقتصادية
يواجه الاقتصاد البريطاني تباطؤاً ملحوظاً منذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث لم يتجاوز معدل النمو السنوي 0.6% في 2024، وهو أدنى من متوسط مجموعة السبع. كما تواجه المملكة المتحدة تضخماً لا يزال قريباً من 3% مع ضغوط على الأجور، إضافة إلى عجز تجاري مزمن بلغ نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي. وتضع حكومة ستارمر الاستثمار الخاص في قلب خطتها لتحفيز النمو، مع تركيز خاص على قطاعات التكنولوجيا، والطاقة، والبنية التحتية، لزيادة الإنتاجية، وتقليل الاعتماد على الواردات الطاقية.