كان في زمان من الأزمان، في بلاد ليبيا الحبيبة، كان فيه الناس مستاءين من الأوضاع السياسية المعقدة. كل يوم جمعة، كان الناس يتجمعون في ميدان الشهداء بطرابلس ومدينة مصراتة، مطالبين برحيل كل الأجسام السياسية الحاكمة. الناس كانوا غاضبين من الفساد والانقسامات وتفشي المليشيات. كانوا متهمين حكومة الوحدة الوطنية بالمسؤولية عن الأحداث الدامية وعدم القيام بواجبها. كانوا يريدون انتخابات شفافة وإنهاء حكم المليشيات.
في يوم جمعة مشمس، احتشد المئات من المواطنين في ميدان الشهداء بطرابلس والساحة الرئيسية بمدينة مصراتة، مرتدين الألوان الوطنية وحاملين لافتات تنادي بالتغيير. كانوا يرددون هتافات منددة بالفساد والانقسامات، مطالبين بإسقاط كل الأجسام السياسية الحاكمة. وسط الأجواء المشحونة بالغضب والاحتجاج، كانت الصور لزعماء الميليشيات والسياسيين تتوزع على اللافتات معبأة بالانتقادات والاتهامات.
وفي ظل هذا السياق، قرر النشطاء والجمعيات المدنية في طرابلس مواصلة التظاهرات كل جمعة، مطالبين بتغيير جذري في النظام ورفضًا للوضع السياسي الحالي. رغم الاعتراضات والصراعات التي تصاعدت بين القوى السياسية، إلا أن الشعب بدأ ينادي بالوحدة والتغيير. لم يكن الطريق سهلاً، ولكن الأمل كان حاضرًا بين الناس الذين رفعوا أصواتهم مطالبين بالعدالة والديمقراطية.