تجدد أزمة الوقود في ليبيا رغم توافر المخزون
تشهد العاصمة الليبية طرابلس أزمة وقود خانقة منذ أسبوع، تمثلت في إغلاق عدد من محطات الوقود وامتداد طوابير المركبات منذ ساعات الصباح الأولى، وسط حالة من الترقب والتذمر في صفوف المواطنين، الذين يأملون الحصول على لترات قليلة من البنزين. ورصدت “العربي الجديد” مشاهد من الازدحام في مناطق عدة داخل طرابلس، بينما تحدث مواطنون من مناطق نائية في الجبل الغربي عن غياب تام للمحروقات منذ أكثر من أسبوع، ما فاقم من معاناتهم في التنقل والحصول على أبسط متطلبات الحياة اليومية.
محنة المواطنين
وقال محمد المقرحي، صاحب محطة لتوزيع المحروقات في منطقة جنزور غرب العاصمة، لـ “العربي الجديد”، إن محطته لم تتسلم أي شحنة بنزين منذ ثلاثة أيام رغم تقديمه عدة طلبيات. وأضاف: “الطوابير أمام المحطة تبدأ منذ الفجر، ولكن دون فائدة. الناس ينتظرون لساعات طويلة، والوقود غير متوفر”. وفي السياق ذاته، تحدث سائق سيارة أجرة أسعد التاجوري، لـ “العربي الجديد”، عن محاولاته المتكررة للعثور على محطة تعمل دون جدوى. وقال: “جميع المحطات مغلقة. البنزين شبه معدوم، وسعر 20 لتراً يصل إلى ثلاثة دنانير في المحطات إن وُجد، لكنه يُباع في السوق السوداء بعشرة دنانير”.
الوقود والتوترات
وقال المحلل الاقتصادي طارق الصرماني لـ “العربي الجديد” إن ما يحدث هو نتيجة “حالة هلع لدى المواطنين بسبب التوترات الأمنية، ما دفعهم لتخزين كميات كبيرة من البنزين خوفاً من تدهور الأوضاع”. وحذر من أن هذا السلوك قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في حال استمرت وتيرة الطلب على هذا النحو المرتفع.
بالرغم من توافر المخزون من الوقود، إلا أن الأمور لا تزال معقدة للغاية في ليبيا. يبدو أن الوضع لا يزال محتشمًا بشكل واضح، مما يجعل الحاجة إلى إيجاد حلول سريعة وفعالة أكثر أهمية من أي وقت مضى. يبقى السؤال الأهم هو: هل سيتمكن المسؤولون في الحكومة من احتواء هذه الأزمة وتوفير الوقود بشكل منتظم للمواطنين؟ الحقيقة أنه لا يوجد إجابة واضحة حتى الآن، فالتحديات تزداد يومًا بعد يوم والمواطنون يعانون بشكل متزايد.