كانت الجامعات الأميركية تواجه أزمة كبيرة في الالتحاق بالطلاب بسبب انخفاض معدلات الولادة وارتفاع التكاليف، وهذا الأمر تسبب في إغلاق العديد من الكليات. لكن في الوقت ذاته، زاد الطلب على سكن المتقاعدين بشكل كبير. يعتبر نموذج سكن المتقاعدين داخل حرم الجامعات بديلاً ماليًا جديدًا يمكن أن يدعم الجامعات في هذه الفترة الصعبة. يمكن القول إن هذا النموذج يجمع بين الشباب وكبار السن في بيئة تعليمية واحدة، مما يعزز التفاعل ويوفر فرصًا جديدة للجميع.
بالرغم من التحديات التي تواجه الشراكات بين الجامعات ومجتمعات كبار السن، فإن هذا النموذج يظل جذابًا للعديد من الأطراف. يعود أصل هذا النموذج إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث بدأت جامعتان في ولاية أيوا وإنديانا بتطوير مشاريع سكنية لكبار السن بالتعاون مع شركات متخصصة. ومن هنا، نشأت مجتمعات سكن المتقاعدين داخل الجامعات أو بالقرب منها، والتي تتضمن شروط مختلفة حسب العلاقة بين الجامعة والمقيمين.
على الرغم من النجاح الذي حققته بعض هذه المشاريع، إلا أنها تواجه تحديات عدة تعيق تعميم النموذج. من بين هذه التحديات نجد نقص السوق المؤهلة لمشاريع الإسكان التقاعدي في الكليات الصغيرة، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه شركات القطاع الخاص في مواجهة البيروقراطية الجامعية. هذه التحديات تتطلب حلاً ابتكاريًا لضمان استمرارية هذا النموذج وتوسيع نطاقه في المستقبل.