قام زلزال قوي، بقوة 8.8 على مقياس ريختر، بضرب ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا في الشرق الأقصى يوم الأربعاء. سبب الزلزال حالة من الذعر الشديد، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات مدمرة من تسونامي لعدد من الدول الأسيوية، بما في ذلك اليابان والصين والولايات المتحدة. أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وموارد المياه، أن الزلزال وقع في المحيط الهادئ داخل منطقة تعرف باسم “حلقة النار”، وهي واحدة من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا في العالم.

وفي تصريح لـ “المصري اليوم”، أضاف شراقي أن الزلزال العنيف أدى إلى تكوين أمواج تسونامي وصلت بالفعل إلى شواطئ عدة دول، مثل اليابان والفلبين. ويتوقع أن تمتد هذه الأمواج إلى دول أخرى تحدها المحيط الهادئ، بما في ذلك إندونيسيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة والسواحل الجنوبية الغربية لأمريكا الجنوبية. أكد شراقي أن مصر ليست تأثرت على الإطلاق بهذا الزلزال، مشيرًا إلى أن احتمال حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط يعتبر شديد الندرة.

وفي تعليق على تأثير الزلزال على مصر، أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي للفلك والجيوفيزياء، أن الزلزال لا يشكل تهديدًا للبلاد. وأضاف أن مركز الزلزال كان على بعد أكثر من 9300 كيلومتر من حدود مصر. وأضاف الهادي أن الشبكة الزلزالية القومية لم تكتشف أي مؤشرات تستدعي القلق أو التأهب. وأشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط نادرًا ما يتعرض لأمواج تسونامي، وذلك فقط في حالات نادرة جدًا ناتجة عن زلازل قوية.

الزلزال الذي ضرب روسيا يوم الأربعاء كان بعمق 18 كيلومترًا وأدى إلى تكوين أمواج تسونامي بارتفاع يتراوح بين 3 و4 أمتار. وصلت هذه الأمواج بالفعل إلى بعض المناطق الساحلية الروسية، بما في ذلك بلدة سيفيرو-كوريلسك التي يقطنها حوالي 2000 شخص. سبب التسونامي أضرارًا مادية ولكن لا توجد تقارير مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن. وفقًا لمسح الجيولوجيا الأمريكي، يعتبر هذا الزلزال سادس أقوى زلزال في التاريخ الحديث، مطابقًا لشدة زلزال تشيلي عام 2010 وزلزال الإكوادور عام 1906. وهذا يعكس كمية الطاقة الهائلة التي تم تحريرها.