تجارب نساء على خشبة المسرح الجزائري .. تجاوز الأحكام الجاهزة

في إحدى عروض دورة سابقة لمهرجان المسرح النسوي في مدينة عناية الجزائرية، شهد المسرح الجزائري تطورًا ملحوظًا في دور المرأة. بدأ الدور يتوسع ليشمل مجالات الإخراج والكتابة والكوريغرافيا، مما يعكس تغيرات اجتماعية وثقافية في المجتمع الجزائري. كانت ظاهرة منع ظهور النساء على المسرح سابقًا، ولكن التعليم المسرحي ساهم في تمكين المرأة الجزائرية، مع تأسيس مدرسة الفن المسرحي في عام 1964. تبنت الحكومة الاجراءات اللازمة مثل إجبارية تعليم الإناث، مما سمح للنساء بدراسة المسرح والمشاركة فيه.

تطورت الأمور حتى ظهر مهرجان وطني للمسرح النسوي في عنابة عام 2012، ورغم التحديات المتعلقة بتحديد مفهوم المسرح النسوي وتمييزه عن المسرح التقليدي، فإن هذا التطور له أثر كبير. يمكن لأي شخص القيام بمراجعة بسيطة للعروض المسرحية الجزائرية ليدرك أن هناك تحولًا كبيرًا في دور المرأة، سواء في التمثيل أو غيرها من العناصر مثل الإخراج والكتابة والكوريغرافيا وسينوغرافيا. هذا التغيير يوحي بأهمية استكشاف الأسباب التي أدت إليه.

في بداية العشرينات من القرن العشرين، كانت المخرجين المسرحيين الجزائريين يلجأون إلى تأنيث ألبسة وأصوات الممثلين الذكور ليؤدوا أدوارًا نسائية، بسبب عدم سماح البيئة المحافظة بظهور النساء على الخشبة. ولكن مع تأسيس مدرسة الفن المسرحي في عام 1964، بدأت الأمور تتغير تدريجيًا. من الملفت للانتباه قصة الممثلة والمخرجة صونيا ميكيو التي واجهت معارضة من أسرتها عندما قررت الانضمام للمدرسة عندما كان عمرها 17 عامًا. ومن هنا يتضح دور التعليم المسرحي في تمكين المرأة وكسر التقاليد.

هذا التحول اللافت للنظر أدى إلى تعزيز الفضاء المسرحي الجزائري بوجوه نسائية تعمل على تفكيك الأحكام الجاهزة وتطوير الرصيد المسرحي المحلي. وعلى الرغم من وجود تحديات في تحديد مفهوم المسرح النسوي، إلا أن المهرجان الوطني للمسرح النسوي في عنابة عام 2012 كان خطوة هامة في هذا الاتجاه. يبقى التساؤل حول ماهية المسرح النسوي مطروحًا، وهل هناك حاجة فعلية لتقسيمه عن المسرح الذي يقدمه الرجال، أم أن هذا التقسيم مجرد تصنيف فارغ؟.