في قرية قرغيزية بعيدة، ينسج القرغيزي أكتان أريم كوبات (1957) قصيدة سينمائية حزينة من خيوط السجاد اليدوي، تحكي عن قصة حب ناقصة. هذه القصيدة الملونة تحاكي كل لون فيها فصلًا من فصول الحب المفقود، مع مشاهد سينمائية تروي قصة العلاقة المعقدة المحاطة بالالتباس والرفض. القصة تجسد حياة قرية قرغيزية تعيش في النسيان واليأس.
منذ اللحظات الأولى، يلقي فيلم “أسود أحمر أصفر” (2025) بظلال من الغموض الشاعري على العلاقة بين امرأة ستينية وسجادة صغيرة تُطوى بعناية. تأخذ امرأة القرية هذه السجادة معها في رحلتها إلى مكان مجهول، في طريق مليء بالجمال الطبيعي. يعود النص السينمائي إلى زمن قديم، في بيت صغير محاط بصوت مياه النهر. الحائكة العجوز توصي الحائكة الشابة بأن تُصنع سجادتها ككفن لها، تعبيرًا عن حالتها الحزينة وتوقعاتها القادمة.
بينما تحاول الحائكة الشابة توردوغول إيصال رسالة حبها لزوجها قادر، تتحوّل العلاقة بينهما إلى قصة رومانسية معاصرة. تنسج توردوغول خيوطًا حمراء تعبر عن عشقها، وترسم صورة عن احتمالات مستقبلها. بينما تتزايد التوترات والمشاحنات، تكتشف توردوغول الحقيقة المرة وراء علاقتها بقادر، وكيف أن الحب يمكن أن يغير حياة الإنسان تمامًا.
في مراسم دفن قادر، تصل توردوغول بسجادتها الصفراء الجميلة، التي تحاكي كل رحلة حبها وحزنها. تترك الحقيبة عند باب المنزل، ترافقها ذكريات الحب والفراق. ينتهي فيلم “أسود أحمر أصفر” بنهاية حزينة لقصة العشق القرغيزية، لكن بلمسة سينمائية فريدة تضفي على الفيلم جاذبية خاصة وعمقًا يعكس الثقافة والحياة في قرغيزستان.





















