استقالة طبيبات طنطا… أزمة رعاية صحية عميقة في مصر

تم إعادة استقالة متزامنة لعدد من الطبيبات الشابات في مصر إلى الواجهة، وذلك بعد أن كشفت الطبيبات عن ظروف عمل صعبة ومخالفات مهنية وإدارية ونقص في الرعاية الصحية. الاستقالات الجماعية لطبيبات مقيمات في جامعة طنطا في محافظة الغربية في مصر أحدثت صدمة وكشفت عن أزمة صحية عميقة. تعد طنطا تاسع أكبر مدينة في مصر من حيث تعداد السكان وثالث أكبر مدينة في الدلتا من حيث المساحة والسكان.

الطبيبات كشفن عن تجاربهن الصعبة في المستشفيات الحكومية، مما دفع نقابة أطباء مصر إلى التحرك وطرح الأزمة على الرأي العام. كما تساءلت النقابة عن سبب هجرة الأطباء المصريين لبلاد أخرى. الأزمة بدأت بمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث شاركت طبيبات مقيمات تجاربهن القاسية مع ظروف العمل. الطبيبة رنين جبر تحدثت عن بيئة عمل تعتبرها “استنزاف جسدي ونفسي”، وعن غياب الحقوق الإنسانية الأساسية. الاستقالات كانت خطوة لاستعادة الكرامة ووضع حد للاستنزاف.

الطبيبات كشفن عن غياب حقوق الإنسان الأساسية في المستشفى، مثل عدم وجود مكان للراحة وعدم السماح بتناول الطعام. النقابة أعربت عن قلقها وطالبت باجراءات تصحيحية. الاستقالات تعتبر مجرد حجر صغير في المياه الراكدة لأزمة هجرة الأطباء المصريين. فجوة كبيرة في أعداد الأطباء تشير إلى تدهور جودة الرعاية الصحية في مصر وهجرة كبيرة للأطباء خارج البلاد.

تظهر الإحصائيات أن أعداد الأطباء المصريين المهاجرين في تزايد مستمر. الأسباب تتنوع بين تدني الأجور، وظروف العمل الصعبة، وغياب التقدير الاجتماعي. الوضع يستدعي تحسين بيئة العمل وزيادة الاهتمام بالكوادر الطبية. تبقى الاستقالات تحدياً خطيراً يواجه القطاع الصحي في مصر.