عندما يحل فصل الصيف في أرياف تونس، يبدأ السكان في مواجهة مشكلة تتكرر سنوياً، وهي انتشار العقارب والأفاعي في المناطق الريفية. الحر الشديد والجفاف يوقظ هذه الزواحف من سباتها، مما يزيد من خطورتها على المواطنين، ويخلق جواً من الرعب بين السكان، خاصة في القرى. وبالتالي، يضطر الأهالي إلى توخي الحيطة والحذر خلال كل خطوة يخطوها خارج منازلهم، حيث تتسلل هذه الزواحف إلى المنازل بحثاً عن المأوى والطعام.
التأثير البيئي والمناخي يلعب دوراً كبيراً في زيادة انتشار العقارب والأفاعي في تونس، حيث يشير الخبراء إلى تراجع الغطاء النباتي بفعل الجفاف المتزايد، والحرائق التي دمرت العديد من الغابات في المناطق الجبلية والريفية. هذا الاختلال البيئي يسبب انخفاض أعداد الحيوانات البرية التي تعتمد هذه الزواحف على تغذيتها، مما يجبرها على الاقتراب أكثر من المناطق المأهولة بالسكان.
بشكل يومي، يواجه سكان الأرياف مشكلة العثور على العقارب والأفاعي في منازلهم، مما يجعل الحذر واجباً على الجميع. وبالرغم من أن العديد منهم يعرفون كيفية التعامل مع هذه الزواحف، إلا أنهم يسجلون إصابات سنوية بلدغاتها، خاصة بين الأطفال والنساء. ولذلك، يلجأ بعض السكان إلى زراعة النباتات الطاردة للزواحف قرب منازلهم، في محاولة لتجنب الاقتراب منها.
في النهاية، يبذل صائد الأفاعي جهوداً كبيرة لمساعدة سكان الأرياف على التخلص من هذه الزواحف، مما يساهم في تخفيف الخوف والقلق لدى السكان. رغم أن الأفاعي غير السامة تعتبر الأكثر انتشاراً، إلا أنه من الضروري على الناس أن يعرفوا كيفية التصرف في حالة الإصابة، وأن يتوخوا الحذر خلال فصل الصيف حتى شهر سبتمبر.