بولا كاريدي وشجرة توت في القدس

تعتبر باولا كاريدي، الكاتبة والصحافية الإيطالية، من الأصوات المميزة التي تروي حكاية فلسطين والاحتلال بطريقة فريدة. تقوم في كتابها الجديد “شجرة التوت في القدس” بإظهار كيف تصبح الطبيعة مرآة للصراع وذاكرة للأحداث التاريخية. تسلط الضوء على مفهوم “الاستعمار النباتي” وتستخدم الأشجار كشهود صامتين على التغييرات التي شهدتها الأرض.

في الكتاب، تتحدث كاريدي عن أهمية الاستماع إلى أصوات الطبيعة، وكيف تحمل الأشجار في جذورها ذاكرة الأحداث الكبرى التي شهدتها الأرض. تناولت أنواع محددة من الأشجار في فلسطين مثل الزيتون، البرتقال، والجميز، وكيف تم تشويه هويتها من خلال تدخلات الاحتلال الإسرائيلي. تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية البيئية والتاريخية للأرض.

لا شك أن كتاب “شجرة التوت في القدس” يعد عملاً ثقافياً وسياسياً بامتياز، حيث يطرح تساؤلات جوهرية حول مفهوم الهوية والاحتلال. يجسد الكتاب قصة حزينة عن فقدان الأرض لذاكرتها وتاريخها من خلال سرقة نباتاتها الأصلية. يبقى السؤال الأساسي: هل يمكن للأرض أن تنسى ما مرت به، أم أن الذاكرة ستظل تروي الحكاية للأجيال القادمة؟

باختصار، يعتبر كتاب باولا كاريدي تحفة أدبية تجمع بين الجمالية الروائية والقوة الشهادة، مما يجعل القارئ يعيش تجربة استثنائية تحمله في رحلة عبر تاريخ فلسطين والنضال من أجل الحرية. لذا، يجب على الجميع قراءة هذا الكتاب الرائع الذي يفتح أبوابًا جديدة للتفكير والتأمل في العالم من حولنا.