بداية جديدة لمقال جديد

في أواخر الثمانينيات، أثناء فترة الثانوية العامة، اكتشفت المجتمع العربي موهبة كبيرة في الكتاب صنع الله إبراهيم، المعروف بلقب “دوستويفسكي العرب”، والذي وصفه يوسف إدريس بأنه “تشيخوف العرب”. كانت مقدمته لمجموعة قصصه “تلك الرائحة”، التي كانت أول ما وقعت بين يدي القاص، تحكي عن سنوات سجنه واستعراضاً لتفاصيل حياته.

بعد وفاة الكاتب المغربي محمد شكري، كتب الشاعر التونسي ناجي الخشناوي مقالاً عنه، يصفه فيه بأنه كاتب عاش وكتب بمعنى الأدب الاجتماعي، وهو ما يعكس نهج صنع الله في كتاباته. إن إبداعه لم يكن ناتجاً عن لحظات استرخاء، بل كانت الكتابة بالنسبة له شغل شاق وطويل، وكان يستحق جائزة نوبل للآداب بجدارة.

صنع الله كان يعتمد في رواياته على تاريخ مدموج بتعقيدات الحاضر، مما جعلها تنبض بالحياة وتكاد تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن. يستعرض الكاتب تفاصيل الحياة والعلاقات والحب والطفولة في كتاباته، كما فعل في روايته “وردة” التي تناولت تاريخ ثورة ظفار. بالإضافة إلى رواية “برلين 69” التي تمزج بين السياحة والتاريخ بشكل مثير.

هكذا كانت رحلة الكاتب العربي صنع الله إبراهيم في عالم الأدب، حيث جمع بين التاريخ والخيال بأسلوبه الفريد والمميز الذي لا مثيل له.