في يوم 26 اغسطس 2025، تجدنا نتناول مسؤولية المثقفين في اليوم التالي للثورة السورية. يبدو الوضع الراهن معقدًا للغاية، ويبدو أن التأقلم السلبي وتفكك المجتمع هما السمتان الرئيسيتان لهذه المرحلة. فقد شهدنا انهيار النظام وتفكك المجتمع مع فقدان الطموحات، وهذا يتطلب من المثقفين دورًا أكبر في إعادة تعريف القيم والحقوق.

المرحلة الانتقالية التي يمر بها السوريون تحمل تحديات ثقافية كبيرة، حيث يتعين على النخب الثقافية فهم تجارب التاريخ والشعوب. يظهر احتراب بين المثقفين بشأن النظام الجديد والأحداث الاجتماعية، مما يدعو إلى القلق بشأن مستقبل المجتمع. الثورات الشعبية تقلب كل شيء رأسًا على عقب وتحدث زلازل وهزات ارتدادية، ويجب على المثقفين فهم هذه السمات والعبور من خلالها لإعادة تعريف القيم والحقوق.

ربما يكون الحل في إعادة هيكلة الدولة الحالية بجدية، من أجل تحقيق التعددية الحقيقية والتفاوض على الحكومة والدستور. هذا الطريق يمكن أن يكون الأكثر ملاءمة والأكثر ضمانًا في بناء المجتمع والتفاف الشعب حول حكومته. يجب على المثقفين التركيز على هذا الرأي والعمل نحو تحقيقه، لأن الاستقرار المؤسسي يعد أمرًا حاسمًا في هذه المرحلة الحساسة.

ما زالت التحديات كبيرة والمسؤولية على عاتق المثقفين لإعادة تشكيل المجتمع وتغيير الواقع نحو الأفضل. يجب التصدي للتأقلم السلبي وتعزيز الوعي العام، وهذا يتطلب تعاونا وجهودا مشتركة من كافة أفراد المجتمع. الثورة لم تنته بعد، والمثقفون لهم دور حيوي في بناء المستقبل وتحقيق التغيير المنشود.