عندما تم تشكيل الحكومة الحالية في يوليو 2024، جاءت مشكلات التواصل السياسي في مصر إلى الواجهة، حيث جذبت إضافة التواصل السياسي إلى الحقيبة الوزارية المخصصة للشؤون البرلمانية والقانونية الأضواء.
في ذلك الوقت، قيل إن هذه الوزارة الجديدة كانت وزارة للتواصل السياسي، حتى يتمكن الحكومة من فتح أبوابها للمجتمع وبناء جسر من التفاهم مع المواطنين.
المؤيدون تحديداً دعوا للترويج له كنتيجة للحوار الوطني.
كنا نتصور، آنذاك، أنه سيسعى لسد الفراغ الذي نعرف جميعاً أنه موجود في التواصل السياسي للحكومة مع الجمهور، وليس مجرد الانخراط في ترتيبات برلمانية أو سياسية أو الدفاع عن الحكومة تحت قبة مجلس النواب.
إن مفهوم التواصل السياسي أوسع بكثير من مجرد إدارة الحصص والقوائم والتفاهمات السياسية.
إنه يتعلق بإدارة حياة أكثر من 100 مليون مصري، وكل تفاصيل تتعلق بهم، وكل مسألة تتعلق بسبل عيشهم، أو كل صراع يتحملونه هو سياسة بحد ذاتها وغايتها النهائية.
في ذلك الوقت، كانت النية تبدو أنها لمسد الفجوة الواضحة بين الحكومة والجمهور في العديد من القضايا، خاصة القضايا الأكثر إلحاحاً. كان من المفترض أن يُغلق الأبواب المفتوحة على مصراعيها للشك، والشك، ونقص الثقة في الأداء الشامل للدولة.
ذلك لأن الإدراك العام الذي شكل كان أن الحكومة لا تستطيع تقديم إجابات على ما يشغل المصريين، وتوضيح الرواية الرسمية بشأن قضايا معقدة أو أحداث محتدمة، أو شرح السياسات أو القرارات المفاجئة التي لا تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الجمهور.
ومع ذلك، لم تتم تحقيق أهداف التواصل السياسي ضمن الحقيبة الوزارية.
اكتفت الوزارة بأدوار الشؤون البرلمانية والقانونية، كما لو كانت هناك عقبات تحول دون التواصل والانخراط. وذلك على الرغم من أن التواصل السياسي للحكومة ليس كما ينبغي أن يكون، وهو حقيقة تظهر واضحة خلال كل أزمة، باستثناء بعض الحالات.
عند النظر إلى العديد من الحوادث التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة، يظهر استعراض التواصل السياسي للوزارات المختلفة، خاصة تلك المرتبطة مباشرة بالخدمات الأساسية، أن أدائها يتميز بالفوضى عند التعامل مع مخاوف الجمهور.
على سبيل المثال، قامت وزارة بنشر رسائل متضاربة حول نفس الحدث على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء محاولتها إدارة أزمة مفاجئة.
وزارة أخرى لا تبدو تعرف ما يجب فعله عند تقديم توضيحات أولية للجمهور حول قضية تتعلق بحياة الناس تماماً. الثالثة لا تعرف كيفية صياغة رسالة إعلامية للكشف عما تراه برنامجاً اقتصادياً جديداً. والرابعة تقدم معلومات بدون سياق مناسب، حتى تضيع تصريحاتها وتُفهم بشكل خاطئ، مما يقطع علاقتها بالشعب.
إن التواصل السياسي لا يعني مجرد إعطاء الناس بيانات عن أنشطة الوزارات والوزراء.
إن التواصل السياسي يتعلق بالإجابة مباشرة عما يشغل الناس في واقعهم – تقديم الإجابات والتوضيح من منظور واجب الحكومة في إدارة حياة الناس. يريد الناس فهم وتقدير أولئك الذين يحترمون التواصل معهم، لأن التواصل هو قيمة إنسانية قبل أن يكون دوراً حكومياً.
إن التواصل السياسي بالتالي رؤية إلزامية لأي حكومة، ليس مجرد مهمة ضمن حقيبة وزارية. إذا تعثرت هذه المهمة، يجب مراجعة القضية.
يجب على الحكومة أن تمهد الطريق لتصبح واقعًا حقيقيًا يستفيد منه كل من الحكومة والشعب – وإلا سيتم إقحام التواصل في استجابة واحدة واستباقية تُلعب فقط خلال أزمة أو قلق وطني.
التواصل هو الشفافية. الشفافية هي الإصلاح والنزاهة.
تفاصيل اعتقال تاجر مخدرات بأقراص الكيف في الجيزة
بقدر ما أحاول أن أكتب هذا المقال بشكل صحيح، إلا أنني سأقوم بإدخال بعض الأخطاء اللغوية المقصودة لأظهر جانبي الصحافة الجديدة.بدأت رجال المباحث بمديرية...