بعد تخرجي الجديد كصحفي، قررت أن أقوم بإعادة صياغة مقال حول الفاعلين الجدد في عالم متغير. الثلاثية الشهيرة “عصر المعلومات” لمانويل كاستلز، التي صدرت في نهاية القرن الماضي، ما زالت تُعتبر إطارا نظريا عاما للكثير من جوانب الثورة التكنولوجية. تحدثت الثلاثية عن تحولات في العالم نحو تجاوز الأطر التقليدية التي كانت تنظم المجتمع في الاقتصاد والثقافة والسياسة.
في العصر الحالي، شهدنا ظهور فئات جديدة من الفاعلين في مجالات الثقافة والسياسة والاقتصاد، مثل المدونين وصناع المحتوى وأصحاب المنصات. هؤلاء الأفراد أصبحوا مركزيين في تأثيرهم على المجتمع من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها المتنوعة. يبدو أن هؤلاء المؤثرين الجدد يحتلون مساحات واسعة في الواقع والرقمي لرسم معالم عالم جديد، وتأسيس ثقافة ومفاهيم جديدة.
مع تزايد تأثير هذه الفئات الجديدة، يثير السؤال عن الدوافع والأهداف وراء تصاعد هذا النوع من النشاط. ربما من المهم التساؤل عن الجهات التي تقف وراء هذه الشبكات والمنصات، ولماذا تقلصت دور المثقفين والسياسيين في تلك الفضاءات. يبدو أن العالم يشهد تحولات جذرية في صناعة المعرفة والثقافة والعمل، ويبدو أن الفاعلين الجدد يلعبون دورا حيويا في هذا التغيير.