في البداية، قررت مريم أنها تستثمر وقتها في تعلم اللغة الفرنسية والتطوع عند وصولها إلى فرنسا. كانت تريد أن تندمج في المجتمع الفرنسي وتكسر الصورة النمطية عن اللاجئين. لكن سرعان ما واجهت تحديات كبيرة، خاصة في الحصول على دورات مجانية للتعلم. وجدت نفسها تعاني من نقص في البرامج التعليمية المكثفة التي تحتاجها للتقدم النوعي.

بعد ثماني سنوات، التقت نسرين إيناس، وهي فتاة سورية أخرى تعاني من نفس التحديات. تتذكر إيناس تجاربها الصعبة في الاندماج وصعوبة التحدث بالفرنسية. تسأل نفسها لماذا يجب عليها أن تثبت للجميع قدرتها على التواصل بلغة جديدة وأن تكون واثقة من نفسها ومتفاعلة مع الثقافة الجديدة؟

يبدو أن الاندماج هو مسؤولية مشتركة بين الجميع، وليس فقط للقادمين الجدد. لكن الفرد يجد نفسه مضطراً في بعض الأحيان للتكيف بشكل كبير مع الثقافة الجديدة، دون تلقي الدعم الكافي. الأمور تتعقد أكثر عندما يكون الاهتمام بالأرقام أكثر من الاهتمام بالمرء نفسه وقدرته على التطوير والتكيف بشكل صحيح.