بشكل عام، ما يبدو أن الصين محدودة في فرص توسط أزمة سد النهضة بين إثيوبيا ومصر، بالرغم من تورطها في بناء السد وتقديم الدعم المالي والتقني. يعزى هذا الأمر إلى عدة حسابات وعوامل، تجعل الصين تتردد في تحمل دور الوسيط المباشر في هذه الأزمة.
مقدمة سد النهضة
افتتحت إثيوبيا في التاسع من سبتمبر/أيلول سد النهضة الكبير، الذي يُصنف كأكبر مشروع كهرومائي في أفريقيا. ورغم تورط الصين في بناء السد وتقديم الدعم المالي والتقني، إلا أنها تجد نفسها محدودة في فرص التوسط بين إثيوبيا ومصر، نظراً لعدة اعتبارات.
الحسابات الصينية
تعود الحسابات الصينية إلى وضع حساس، حيث يتردد الصين في الدخول في وساطة تربطها بالأطراف المتنازعة، وذلك نظراً لاستثماراتها الكبيرة في تلك الدول. بالإضافة إلى ذلك، يتعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية والسياسية الضخمة التي تمتلكها الصين في المنطقة، مما يجعلها تتردد في تحمل مسؤوليات توسيط الأزمة بشكل مباشر.
التحفظ الصيني
على الرغم من تأكيد الصين على دعم الحوار والتواصل الدبلوماسي بين الأطراف، إلا أنها تميل إلى عدم تحمل دور الوساطة المباشرة، خشية من تعرض مصالحها الكبيرة ومشاريعها الضخمة للخطر. وهذا يجعلها تتراجع عن التدخل المباشر في الأزمة، وتفضل الدعوة لحلول أفريقية ودعم وساطة الاتحاد الأفريقي.
باختصار، تظهر حسابات الصين وتحفظها في توسيط أزمة سد النهضة أنها تضع مصالحها الاقتصادية والسياسية قبل تحمل مسؤوليات الوساطة المباشرة في أزمة دولية معقدة.