بدأت نوادي القراءة تلعب دوراً مهماً في تنشيط الحركة الثقافية في تونس، خاصة بعد ثورة عام 2011. تركزت بعض النوادي على اللقاءات الميدانية في المقاهي والفضاءات المفتوحة، بينما اهتمت أخرى بالعمل في الفضاء الافتراضي. ومع وجود تحديات تتعلق بالتنظيم والاستمرارية، ظهرت مبادرات مثل “تونس تقرأ” و”جمعية عشّاق الكتب” في سوسة، التي تعتبر مثالاً ناجحاً على انتظام الانعقادات وتنوع المضامين.
منذ بداية جائحة كورونا، ازدادت انتشار المنتديات واللقاءات الافتراضية في المشهد الثقافي التونسي، مما أدى إلى ظهور مبادرات مثل نادي “سرديّات”، الذي نجح في بناء سمعة جيدة بين القرّاء. كما أطلقت جمعية “صفحات” مشروع “الشبكة الوطنية لنوادي القراءة”، الذي يهدف إلى تأسيس نوادٍ للقراءة في مختلف مناطق تونس وتدريب الأعضاء على إدارة النقاشات.
بالرغم من أهمية هذه المبادرات، إلا أنها تواجه تحديات تتعلق بالتمويل والتنظيم. تحتاج الدولة والقطاع الخاص إلى وضع استراتيجيات جادة لدعم هذه النوادي وضمان استمراريتها، بالإضافة إلى إعادة النظر في البرامج الثقافية الموجودة حالياً لضمان تلبية احتياجات المهتمين بالقراءة في تونس.