بدأت الأزمة القيمية تتفاقم في المغرب، وصارت من الصعب تجاهلها، خصوصاً لأنها مرتبطة بالإنسان والمجتمع. ما أتحدث عنه هو القيم والأخلاق بمفهومهما الفلسفي والكوني، وليس الديني الضيّق. مؤخراً، شهدنا حادثة وفاة أستاذة جراء اعتداء تلميذ عليها بآلة حادة، وهناك مقاطع مصوّرة توثق ليافعين وشباب يقومون بأعمال تخريب وسرقة في الفضاء العام. كما شهدنا تحرش مراهقين بفتاة جماعياً، ووفاة أشخاص بالعشرات إثر استعراضهم بالدراجات النارية.
المشكلة ليست فقط في الشباب، بل في دور المؤسسات والمجتمع والأسرة أيضاً. الأسرة فقدت دورها التربوي وأصبحت تركز على توفير لقمة العيش فقط. المدرسة العمومية تعاني من برامج إصلاحية فاشلة وتدمير ممنهج. الإعلام الذي يمول من أموال الضرائب أصبح مرتعاً لبرامج تحرض على العنف. وبدلاً من أن تكون الجامعة مكاناً للعلم والفكر، أصبحت تُبادر لقمع المبادرات الطلابية.
المشكلة تكمن في السلطة والمجتمع، حيث تتناقض القيم مع التصرفات. تم استيراد الفكر السلفي والوهابي لإحباط المشروع اليساري، وتم محاربة الجامعة لمنع أي فكر قد يهدد توازن القوى. المساجد أصبحت مجرد ماكينات أيديولوجية تُستعمل لأغراض سياسية. وفي غياب دور الأسرة والمدرسة والإعلام، يصبح الشارع مصدر القيم المُشوهة. يجب الاهتمام بقيم المجتمع وضرورة تعزيز التربية والتثقيف للحفاظ على استقراره وتطوره.