بيتر باركر، الصحفي الجديد الخريج، يستعد لإعادة كتابة مقالة عن لقاء مهم بين الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. يتوقع رامافوسا أن ينهي زيارته الخلاف الدبلوماسي الذي أدى إلى إلغاء المساعدات من ترامب وطرد سفير بلاده إلى الولايات المتحدة. ولكن هناك مخاوف في بلاده من أن الاجتماع قد يتحول إلى كارثة، تماماً كما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقاءه المشهور في البيت الأبيض في فبراير.

بالاضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن البلاد الأفريقية قد تفقد بعض امتيازات التجارة مع الولايات المتحدة مع تفاقم العلاقات بين البلدين. ويأتي زيارة رامافوسا بعد أسبوع واحد فقط من وصول مجموعة من 59 جنوب أفريقيا بيضاء إلى الولايات المتحدة بعد حصولهم على وضع لاجئ. وادعى ترامب وحليفه إيلون ماسك، اللذان وُلدا ونشآ في البلاد، أن الجنوبيين الأفارقة البيض كانوا يتعرضون للاضطهاد في وطنهم. وفي يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه في مصلحة الولايات المتحدة الأولى تقديم الأولوية للجنوبيين الأفارقة البيض لإعادة التوطين كلاجئين، مشيراً إلى أنهم “مجموعة صغيرة” يمكن “تفتيشهم بشكل أسهل”.

لقد انتقدت إدارة ترامب بشدة قانون الاستيلاء على الأراضي، الذي تم تنفيذه في جنوب أفريقيا في وقت سابق هذا العام، في محاولة لعكس التفوق العنصري التاريخي. يمنح القانون الحكومة الجنوبية الحق في أخذ الأراضي وإعادة توزيعها – دون وجوب دفع تعويض في بعض الحالات – إذا تم اعتبار الاستيلاء “منصف وعادل وفي مصلحة الجمهور”. ولقد تم تفقير الجنوبيين الأفارقة السود خلال حكم عنصري انتهى في منتصف التسعينيات، حيث تم نزع أراضيهم بالقوة لصالح البيض. واليوم، بعد حوالي ثلاثة عقود من نهاية الفصل العنصري، يمتلك السود، الذين يشكلون أكثر من 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 63 مليون نسمة، حوالي 4 في المائة من الأراضي الخاصة.

لقد ادعى ترامب أن الأراضي التي تملكها الأقلية البيضاء، التي تملك 72 في المائة من الأراضي الزراعية في البلاد، كانت تستهدف للمصادرة، مشيراً إلى ادعاءات غير مؤكدة بأن “جريمة إبادة جارية” في جنوب أفريقيا. وأضاف أن “المزارعين البيض يتعرضون للقتل بوحشية” على خلفية تقارير عن هجمات على المزارع. وقد ردت السلطات الجنوبية بقوة على تلك الادعاءات، حيث قال وزير الشرطة سينزو مشونو إنه لا يوجد دليل على “إبادة جماعية بيضاء” في البلاد.

رامافوسا يخطط لتخفيف التوتر مع احتمالية صفقة ترخيص مع شركة ستارلينك لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لماسك. أكد المتحدث باسمه فينسنت ماغوينا لشبكة سي إن إن أن جنوب أفريقيا قد عقدت محادثات مع ستارلينك حول التشغيل في البلاد. وقالت الحكومة الجنوب أفريقية إن “تأطير العلاقات ثنائية واقتصادية وتجارية” كان هو التركيز الرئيسي لزيارة رامافوسا إلى الولايات المتحدة.

ويعتقد الباحثون أن الاجتماع الحرج بين ترامب ورامافوسا يمكن أن يصل إلى نقطة حاسمة في العلاقات المتوترة بينهما. إذ تعتبر الولايات المتحدة شريكها التجاري الثاني، ويستفيد البلد الأفريقي الأكثر من اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة يوفر الوصول المفضل إلى الأسواق الأمريكية للدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى المؤهلة.

في نهاية اليوم، لا يمكن لبيتر أن يكون متأكداً مما إذا كان سيتمكن رامافوسا من حل الخلافات مع ترامب أم لا. لكنها مهمة صعبة يجب أن يواجهها كرئيس لجنوب أفريقيا.