60

لماذا العالم يقاطع إسرائيل؟

في الوقت الحالي، تواجه إسرائيل تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث تتسع دائرة الرفض العالمي لها، خاصة من قبل دول الاتحاد الأوروبي، بسبب حربها المستمرة على قطاع غزة وسياساتها القمعية. فقد بدأت الكتلة الأوروبية بالبحث عن إلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، بينما جمدت بريطانيا محادثات التجارة الحرة معها، مما يعرض مبادلات تجارية تقدر بأكثر من 60 مليار دولار للخطر.

الاتحاد الأوروبي يعتبر أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث يشكل نحو 32% من صادراتها الإجمالية. وقد بلغت المبادلات التجارية بينهما حوالي 42.6 مليار يورو، بينما بلغت واردات الاتحاد الأوروبي من إسرائيل 15.9 مليار يورو. وعلى الرغم من أن الاتفاقية الجديدة بين إسرائيل وبريطانيا كانت ستعزز العلاقات التجارية بشكل كبير، إلا أن قرار بريطانيا بتجميدها يعد ضربة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي.

تأثيرات هذه الخطوات السلبية بدأت تظهر على العملة الإسرائيلية، حيث هبطت قيمتها بنسبة 1% أمام الدولار، وبنسبة 1.4% أمام اليورو الأوروبي. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن إطلاق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل، مما يعني أن الإلغاء قد يحتاج إلى إجماع أوروبي.

رغم أن إعادة النظر في الاتفاق قد تكون تهديدا كبيرا لإسرائيل، إلا أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتجه نحو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضدها. ومن الملاحظ أن بعض الدول مثل ألمانيا، وجمهورية التشيك، وبلجيكا، تظل تدعم إسرائيل، ولكن مع تحول المزاج الدولي تجاه القضية الفلسطينية، فإن الأمور تتجه نحو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، تجمدت محادثات التجارة الحرة بين بريطانيا وإسرائيل، وتهدد بريطانيا بفرض عقوبات إضافية على المستوطنين الإسرائيليين. ورغم أن الاتفاق الجديد كان يهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، إلا أن القرار البريطاني يظهر تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل.

في النهاية، يبدو أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث تتزايد الضغوط الدولية وتتسع دائرة الرفض لها. قد يكون عليها الآن أن تعيد النظر في سياستها وتبحث عن حلول دبلوماسية للخروج من هذه الأزمة المتفاقمة.